مصادر الاستمتاع في مواقف التعليم والتعلم:
ـ تلبية المادة العلمية لحاجات و متطلبات المرحلة العمرية: وهذا يتطلب تلبية المادة العلمية لخصائص نمو كل مرحلة فيما يرتبط بالنواحي: الجسمية والفسيولوجية والحركية العقلية الاجتماعية وظيفية المعلومات ومناسبتها للمستويات المعرفية المختلفة: ( ابدأ من حيث يهتم الطالب لا من حيث تريد أنت لتصل إلي ما تريد) المعلومات تصبح وسيلة إذا كانت وظيفية في حياتنا، أي أن تجد فيها معنى يرتبط بحاجاتنا الجسمية والنفسية والاجتماعية، ولكي تكون المعلومات وظيفية فإنها يجب أن تتناول مشكلات حية وواقعية وليس هناك أكثر واقعية من مشكلات المجتمع بكل أبعاده، بدلاً من المشكلات المصطنعة المقدمة جاهزة في الكتاب المدرسي. وأعتقد أن المادة العلمية ليست مشكلة الطالب، إنها في المكانة الأولى مشكلة المعلم، فعليه أن يعرف كيف يجعلها وظيفية بالنسبة لطلاب، وعليه أن يجد الوسيلة التي تجعلهم قادرون على رؤية العلاقة بين ما يدرسنه وما يشعرن به من حاجات واهتمامات. ما يشاع أن وظيفة المعلم هي إجادة فن " تغليف " المعلومات المجردة بغلاف يبدو حلواً وجذاباً لطلاب، ثم يقدم هذه المعلومات " المغلفة " ليبتلعوها دون أن يشعروا بمرارتها. وهذا الفعل مناقض لأهم المبادئ الأساسية للتعليم الجيد وهو تفاعل الطالب مع عناصر موقف التعليم والتعلم. ـ حداثة الموضوعات ومدى إسهامها في تكيف الطلاب مع سمات العصر الحديث: كيف يستمتع الطلاب بدراسة موضوعات لا تقدم لهم أي مساعدة في فهم سمات العصر الحديث، والتكيف مع منجزاته التقنية، والتعامل الذكي مع التجهيزات التكنولوجية في حياتهم اليومية، وفي تعلمهم المستقبلي؟ ـ الدافعية الداخلية لدى الطلاب: كيف يستمتع الطلاب بحصة دراسية، في حين أن دافعيتهم للتعلم في أدنى مستوياتها، ربما ساهمت الدوافع الخارجية في نجاح الطالب، وانتقاله من مستوى دراسي لمستوى أعلى، لكن هل تضمن لنا الدوافع الخارجية الاستمتاع بالحصة الدراسية، إن بقاء أثر التعلم وانتقاله من موقف لآخر يتطلب استمتاعاً بالمادة المعروضة على الطالب، الأمر الذي لا يضمن الحصول عليه مجرد الرغبة في إرضاء الأهل، أو حتى النجاح في المرحلة الثانوية لمزيد من الاستقلالية عن الأهل والالتحاق بالجامعة، وما بالنا بطالب يفتقد لأي دافعية للتعلم؟ ـ الاتجاهات الإيجابية لدى الطلاب نحو المادة والمعلم : كيف يستمتع طالب بحصة يكره معلمها، وهذه الكراهية تنعكس كرهاً على المادة نفسها، وكيف يحب الطالب معلم يكره كل ما حوله، حتى بدت تصرفاته وكأنه يكره نفسه، هذا فضلاً عن كراهيته للمادة التي يدرسه، وكراهيته للمهنة وللظروف التي يعمل فيها، وكيف يحب الطالب حصة لا يجد فيها سوى سخرية من تصرفاته، وتحقيراً من شأنه، ولا يجد فيها نشاطاً يلبي مواهبه ويتحدى قدراته، وكيف يحب الطالب معلم يجهل قدراته وسمات نموه، وكيف يميل الطالب لمعلم يراه متذبذبة الشخصية مترددة في اتخاذ قراراته لا تلاءم تصرفاته البيئة التي يعلّم فيها. ـ أساليب تدريسية تدفع للاستقصاء والاكتشاف: إن أوسع الأبواب التربوية التي تقود الطالب للاستمتاع بمواقف التعليم والتعلم هو باب الأسلوب التدريسي المتبع في الدراسة، وكيف يستمتع الطالب بحصة يقتصر فيها دوره على الاستماع لمعلم يصب تياراً جارفاً من المعلومات وعليه الاستقبال في هدوء والحفظ مع الاتقان فيه، والتفريغ في " الامتحان ". إنه لأمر ممل ومثير للسأم لا للاستمتاع، ومفتاح للشغب الصفي لا للاهتمام والتفكير. وفي المقابل تساهم الأساليب التدريسية بالاستقصاء في التركيز على الطالب أكثر من المعلم ، وتحرير الطلاب من سلبيتهم عن طريق الممارسات العملية والتطبيقية وكسب مهارات التفكير العلمي والمنطقي، كما تعطي هذه الاستراتيجيات الطلاب شعوراً بالإنجاز ويطور احترامهم لذواتهم، وهذا بدوره يضفي شعوراً بالاستمتاع وحب الاستطلاع من أجل مزيد من التعلم. كما أن هذه الأساليب تنقل عملية التعزيز الخارجي إلى التعزيز الداخلي، ونقل مركز الدافعية للتعلم وجعلها داخلية بديلاً للدوافع الخارجية المؤقتة، وتشير البحوث إلى أن هذه الطرق تزيد مستوى الطموح لدى الطلاب وهو أمر هام لكسب الطالب الثقة بنفسه لتحقيق أهدافه. ـ توظيف التقنيات التعليمية الحديثة في مواقف التعليم والتعلم: بدية أود التأكيد على عدة نقاط حول العلاقة بين التقنيات التعليمية وبين استمتاع الطالب بالحصة المدرسية: * إن مجرد استخدام الوسيط التقني في مواقف التعليم والتعلم لا يؤدي تلقائياً إلى جعل الحصة ممتعة. * أن زيادة عدد الوسائط التقنية المستخدمة في الحصة لا يؤدي حتماً إلى جعل الموقف التعليمي التعلمي موقفاً ممتعاً ومشوقاً. * أن توظيف التقنيات التعليمية المتقدمة في العملية التعليمية لا يعني تراجع أهمية أدوار المعلمين، بل تغيرها وتطورها. * أن الوسيط التقني هام في بعض مواقف التعلم، لكن المواقف الحية المباشرة ربما تكون أكثر فعالية وإمتاعاً في مواقف تعليمية أخرى. * أن مدى تفاعل الطلاب مع التجهيزات التقنية في مواقف التعليم والتعلم هو المعيار الحقيقي لمدى نجاح المعلمين في جعل الحصة الدراسية ممتعة. وأعتقد أنه من قبيل الاختصار المُخل القول بأن وظائف التقنيات التعليمية ينحصر في جعل الحصة الدراسية ممتعة على الرغم من أهمية هذه الدور ومحوريته في تحقيق عدة أهداف تعليمية أخرى، وهذا يجعل الأحرى بنا أن نعرج على أهمية التقنيات التعليمية في مواقف التعليم والتعلم بصفة عامة: * أولاً : أهمية وسائط الاتصال التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم: ـ توسيع مجال الخبرات التي يمر بها الطالب : تساعد وسائط الاتصال التعليمية في تحسين مستوى التدريس بتعويض المتعلمين عن الخبرات التي لم يمررن بها سواء: لخطورة تعرضهم لها (مثل التفجيرات النووية)، أو لبعدها عن مكان الدراسة (عند دراسة طرق استخراج الفحم والذهب من المناجم،)، أو لتباعد فترات حدوثها (مثل ظواهر الخسوف والكسوف)، أو لصِغر الشيء المستهدف دراسته (مثل دراسة الخلية الحية) أو لِكبره (عند دراسة حركة الكواكب، أو حركة الأرض)، أو معقدة (عند دراسة آلة الاحتراق الداخلي للسيارة)، أو مستحيلة (عند دراسة طبقات الأرض الداخلية). في كل الخبرات السابقة يمكن الاستفادة من وسائط الاتصال التعليمية الحديثة في تحقيق تعليم أفضل يترتب عليه بالتالي تعلُّم مثمر. ـ تساعد على فهم المتعلم لمعاني الألفاظ التي تُستخدم أثناء الشرح: فكثيراً ما يُلاحظ أن الطلاب يترددوا وتكتبوا ألفاظاً دون أن تدركوا مدلولها، ولذلك فهم يعتمدوا على حفظها واستظهارها حتى يحين وقت الامتحان ليتخلصوا منها إلى الأبد، وتكون النتيجة نسيان هذه المعلومات بعد أدائهم للامتحان، لكن استعمال وسائط الاتصال التعليمية يزوِّدهم بأساس مادي محسوس لأفكارهم، وهذا يقلل من استخدام الألفاظ التي لا يفهمنها.فمثلاً في دروس اللغة: يرد كثير من الألفاظ وتتضمن كثير من مهارات التخاطب والكتابة التي يمكن توظيف الوسائط التكنولوجية في تيسير فهمها. وغني عن الذكر أن استخدام المعلم لوسائط الاتصال التعليمية يجنب الطالب ترديد الألفاظ وكتابتها دون إدراك مدلولها، ودون تكوين صورة ذهنية صحيحة عنها.فمثلا نجد مصطلح الديمقراطية Democracy يردده الطالب و لا يدرك معناه اما عندما يشاهد جلسات حوارية مبنية على مفهوم الديمقراطية السليم نجد أنه كون صورة ذهنيه خاصة به عن مفهوم اليمقراطية و كيف يطبقها في حياته. ـ تساهم في زيادة ثروة الطالب من الألفاظ الجديدة: تقوم وسائط الاتصال التعليمية بدور هام في زيادة ثروة الطالب من الألفاظ الجديدة، ويتضح ذلك مثلاً عند قيامه برحلة تعليمية لمصنع الأدوية، فيرى الطالب خطوات صناعة الدواء، ثم يعبّر عمّا شاهده مستخدمً ألفاظاً جديدة ذات معنى واضح بالنسبة له (قد تسمعنه من الأطباء أو العاملين المرافق له ) ـ تعمل على إثارة اهتمام المتعلمين وعلى إيجابيتهم للتعلم: ما الفرق بين فصلين: في أحدهما يقوم المعلم بالشرح الشفوي (الإلقاء)، وفي الآخر يقوم المعلم ـ في نفس الموضوع ـ بتجارب عملية، أو يستعمل خريطة أو نموذج؟ تدل المشاهدات على أن الأرجح أن طلاب الفصل الأول يغلب عليهم النعاس والملل، أو الشغب والثرثرة، بعكس طلاب الفصل الثاني يبدو عليهم الاهتمام والإيجابية، وتتبُع الدرس والاندماج والمشاركة فيه. وإذا أتاح المعلم لطلابه فُرصاً لحل مسألة على السبورة أو تشغيل نموذج متحرك، أو إجراء تجربة في المعمل مثلاً، فالغالب أن كل هذا يؤدي إلى زيادة اهتمام الطالب واندماجه في الدرس. ومع أن بعض المعلمين لديهم القدرة على جذب انتباه الطلاب عن طريق الإلقاء الجيد، إلا أن هذه القدرة قد لا تكون متوفرة لدى الجميع بل إن الاستمرار في الإلقاء حتى لو كان جيداً أمر يثير الملل. ـ تساعد على جعل الخبرات أبقى أثراً: تتصف وسائط الاتصال التعليمية بأنها تقدم للمتعلمين خبرات حية ـ أو ممثلة لها ـ وقوية التأثير، ويبدو أن هاتين الصفتين تؤديان إلى بقاء أثر ما يتعلمه الطالب والتقليل من احتمال نسيانه. وقد بيّنت بعض الدراسات أن الطالب ينسون حوالي 50 % من المعلومات التي يتعلمها بالإلقاء التقليدي بعد عام واحد، وتصل هذه النسبة إلى 75 % بعد عامين من دراستها، في حين بينت البحوث أن وسائط الاتصال التعليمية تساعد على التركيز وتقليل النسيان، وبالتالي تقليل الفاقد في التعليم. ـ تشجّع على النشاط الذاتي والتطبيق العملي لدى الطالب: تقوم وسائط الاتصال التعليمية بإثارة الحماس لدى المتعلمين وتُشجعهم على القيام ببعض الأنشطة بدوافع ذاتية، فمشاهدة فيلم عن تسوّس الأسنان قد يشجّع المتعلم على العناية بأسنانه. وإذا شاهد ـ خلال رحلة تعليمية لمستشفى ـ آثار المخدرات على أجهزة الجسم لبعض المرضى، فربما يدفعه ذلك إلى المشاركة في جمعية لمكافحة المخدرات، وإذا شاهد لوحة عن القيمة الغذائية لبعض الأطعمة فربما ساعده ذلك على اختيار نوع الغذاء الذي يعطيه قدراً أكبر من القيمة الغذائية … وهكذا. ـ تساهم في زيادة جودة التدريس: المقصود بجودة التدريس هنا توفير الوقت والجهد والمال وزيادة الوضوح والحيوية، ويمكن أن يتحقق ذلك باستخدام وسائط الاتصال التعليمية، فمثلاً عند عرض المعلم فيلماً تعليمياً لطلابه يوضح مراحل نمو الطفل وخصائص كل مرحلة في وقت قصير، فإن هذا يغني عن ضياع الوقت الطويل للوصول إلى النتائج الواضحة والحية التي يقدمها الفيلم. ولو أن هذا الموضوع كان جديداً على الطلاب واعتمد المعلم على الشرح اللفظي في تدريسه، فإن ذلك سيستنفذ منه جهداً شاقاً حتى يمكنها توضيحه بنفس كفاءة الفيلم التعليمي المتحرك. ـ تساهم وسائط الاتصال التعليمية في مقابلة الفروق الفردية بين الطلاب: لوسائط الاتصال التعليمية دور كبير في مقابلة الفروق الفردية بين الطلاب والتي يهملها المعلمين غالباً، وكلما كانت هذه الوسائط متنوعة كلما أمكن مساعدة الطلاب على اختلاف قدراتهم وميولهم. فهناك من الطلاب من يميل إلى مشاهدة فيلم تعليمي، ومنهم من يميل إلى المشاركة في رحلة تعليمية، ومن يفضّل استخدام الكمبيوتر في التعلم، والبعض يمل للاشتراك في تمثيلية تعليمية، وآخرين ترغبوا في إجراء التجارب المعملية، وهذا كله يزيل الرتابة والملل عن مواقف التعليم والتعلم، ويعطي الطلاب الخبرات التي تقابل ما بينهم من فروق فردية. ـ تساعد على كسب المهارات وإنمائها: الطريق نحو تعلُّم المهارات وكسبها هو مشاهدة نموذج للأداء وممارسة هذا الأداء، وكلا الأمرين يتطلب الاستعانة بوسائط الاتصال التعليمية. فتعلُّم مهارة السباحة مثلاً يمكن أن يتحقق عن طريق عرض فيلم تعليمي متحرك عرضاً بطيئاً لتتمكن الطلاب من متابعة مراحل تلك المهارة، وتقليدها، وتلمُّس نواحي الضعف والقوة مما يساعد على استبعاد الحركات الخاطئة وتدعيم الصحيح منها. ـ تساهم في تكوين اتجاهات مرغوب فيها: إن تكوين الاتجاه المرغوب فيه وتغيير الاتجاه غير المرغوب فيه لا يتحقق بمجرد إلقاء دروس على الطلاب. حقيقة أن تكوين الاتجاهات يحتاج إلى المعلومات، ولكن ليست المعلومات كل شيء، فالقدوة والممارسة في مواقف طبيعية مباشرة، أو باستخدام التقنيات التعليمية الحديثة أجدى وأفعل. ومن أمثلة ذلك تعديل اتجاهات الطلاب نحو العادات الصحيحة في المرور، والتغذية، والعناية بالصحة، واحترام العمل اليدوي … الخ. ومما يساعد على تحقيق ذلك التأثير الوجداني الذي تتركه الوسائط في نفوس الطلاب استخدام بعض أساليب الإخراج كالتمثيل والموسيقى والمؤثرات الصوتية والخدع التصويرية … وغيرها. ـ تساهم في تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة وتأكيد التعلم: ولعل أوضح مثال على ذلك استخدام بعض الوسائط التكنولوجية الحديثة مثل التعليم المبرمج، والكمبيوتر المستخدم كمعلم خصوصي، وعن طريق هذه الوسائط يعرف الطالب مباشرة الخطأ أو الصواب في إجابته فور إبدائه، فيتم تعزيز الإجابة الصحيحة فوراً ويستمر في تعلمه . كذلك الحال في معامل اللغات حيث يستمع الطالب إلى التسجيل الصوتي لأدائه ويتعرف على أخطائه في النطق وكيفية النطق الصحيح، وكذلك أيضاً عند استخدام أجهزة تعليم اللغات، حيث يقارن الطالب نطقه بنطق المسجّل على شريط صوتي. ـ تساهم في تكوين وبناء مفاهيم سليمة: تساهم وسائط الاتصال التعليمية في تكوين الطلاب للمفاهيم بصورة صحيحة. فعندما يسمع الطالب مفهوم مفاعل نووي دون الاستعانة بأي وسيط يوضحه، قد يعني عندها مصنع كبير، أو ما شابه . ولكن عندما يبدأ المعلم بعرض فيلماً تعليمياً يوضح المفاعل النووي، وفكرة مبسطة عن التفاعلات النووية التي يجريها العلماء بداخله، واحتياطات الأمان التي تُتبع في العمل بداخله، فإن الطلاب يكونوا مفاهيم فرعية سليمة لمفهوم المفاعل النووي. ـ تساهم في زيادة فهم وتفكير المتعلمين: يتصل المتعلم بعالم الأشياء والظواهر المحيطة به من ضغط وحرارة ورائحة ومذاق عن طريق حواسه، ولا يفهم المتعلم الأشياء أو الحوادث أو الظواهر التي أمامه ما لم تُفسر له . الفهم يتطلب الاعتماد على خبرات سبق الإحساس بها، وبخاصة الخبرات البصرية. ولتوضيح دور وسائط الاتصال التعليمية في عملية التفكير: إذا سأل الطالب معلمه: "هذه الزهرة بها خيوط !! ما هذه الخيوط ؟" إذا أجاب المعلم مباشرة بأنها أعضاء التذكير والتأنيث المهمة في عملية التلقيح وتكوين الثمار. هذه الإجابة تصدم المتعلم بمصطلحات لا قِبل له بها. إنها تطفئ غالباً شغف المتعلم بالعلوم. لكن المعلم الناضج عمد إلى توجيه المتعلم إلى التفكير بأن يُمكّن المتعلم من تحديد المشكلة بأن سأله: هل جميع الزهور بها مثل هذه الخيوط؟ فقال المتعلم: لا أعلم .. فشجعه المعلم على جمع الأدلة ليتأكد من أن الزهور التي أمامه جميعاً بها خيوط. (وعندما تأكد للمتعلم ذلك) سأله المعلم: إذاً لا بد أن لهذه الخيوط وظيفة، فكيف نعرف فائدتها؟ واسترسل المعلم موضحاً ـ ومُلمّحاً ـ أنه لو كانت لها فائدة فإنها تظهر عند قطع تلك الخيوط من بعض الأزهار وتركها في أزهار أخرى، وملاحظة مدى وجود فارق بين هذه وتلك، ولو كانت عديمة الفائدة لما ظهر فارق. وللتثبُّت من صحة أحد هذين الفرضين يمكنك القيام بالتجربة السابقة. وعقب قيام المتعلم بالتجربة قبِل الفرض القائل بأن لهذه الخيوط أهمية في إنتاج الثمار. فكأن المتعلم مر بخطوات التفكير العلمي، واعتمد على خبراته الحسية التي كانت لديه قبل مواجهة المشكلة والتي جمعها في أثناء حلها، ومن خلال مروره بالخبرات المباشرة والوسائط التي أتاحها المعلم له. ـ تعمل على إشباع وتنمية ميول الطلاب: من خلال وسائط الاتصال التعليمية يستطيع المعلم أن يوفر خبرات حية ومتعددة لتُشبع ميول الطلاب وتزيد من استمتاعهم بمواقف التعليم والتعلم. ويمكن أن تساهم عروض الأفلام والرحلات التعليمية والتمثيليات الدرامية في إشباع هذه الميول وتنميتها. ـ تساهم في معالجة انخفاض المستوى العلمي والمهني لدى بعض المعلمين: لوسائط الاتصال التعليمية دور هام في علاج مشكلة انخفاض المستوى العلمي والمهني لدى بعض المعلمين، خاصة إذا كانت هذه الوسائط مُصنّعة بواسطة أخصائيين تربويين في مجال العلوم والتربية، كما أنه يمكن تقديم استراتيجيات حديثة في التدريس من خلال هذه الوسائط وتدريب المعلمين على ممارستها ـ تساهم في استغلال المتعلم لحواسه المختلفة: فمن العيوب التي توجه للطريقة الشائعة (التلقينية) في التدريس أنها لا تتيح الفرص للمتعلم استغلال سوى حاستي البصر والسمع مع ما ينجم عن ذلك من قصور في التعلم، في حين أن هناك حواساً أخرى لا تقل ـ بل في بعض الأحيان تزيد ـ عن هاتين الحاستين مثل حاسة اللمس وحاسة الشم وحاسة الذوق. ففي الدروس العملية الكيميائية مثلاً تصبح هذه الحواس عظيمة الأهمية. مجرد استخدام التقنيات التعليمية لا يقود تلقائياً إلى تحقيق جميع الفوائد السابقة، بل يتطلب تحقيق الفوائد السابقة مراعاة مجموعة من العوامل التي تساهم في زيادة فعاليتها، وينبغي توفّر عوامل معينة أهمها: * العوامل التي تساهم في زيادة فعالية استخدام وسائط الاتصال التعليمية: * أولاً : عوامل ينبغي أن تتوفر في المعلم المُستخدم لوسائط الاتصال التعليمية. * ثانياً : شروط ينبغي أن تتوافر عند اختيار وتصميم وسائط الاتصال التعليمية. * ثالثاً : قواعد عامة ينبغي مراعاتها عند استخدام وسائط الاتصال التعليمية. * أولاً : العوامل التي ينبغي أن تتوفر في المعلم المُستخدم لوسائط الاتصال التعليمية: إن المعلم الذي يستخدم وسائط الاتصال التعليمية لا بد أن تتوافر فيها كفاءات خاصة لكي يستخدمها استخداماً سليماً يمكن تلخيصها فيما يلي: ـ أن تكون المعلم مُلمة بنظريات علم النفس التعليمي وخاصة ما يتعلق بمراحل النمو المختلفة: وبذلك يتمكن من تكييف عرض الوسيلة واستخدامها مع استعدادات وميول المتعلمين في كل مرحلة، وإذا لم يتحقق هذا الشرط في المعلم فيكون استخدامه للوسائل المختلفة خاطئاً في معظمه مما يترتب عليه عدم جدواها عند استعمالها، وربما يكون لها تأثير سيئ فاقدة بذلك أداء وظيفتها، أي يصبح استخدام الوسيلة قليل أو عديم الفائدة. ـ أن يكون المعلم على دراية بتشغيل الوسيلة التي يريد استخدامها: لا يكفي أن يكون المعلم مُلماً بنظريات علم النفس التعليمي، إنما بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون على دراية بتشغيلها لأنه إذا لم يكن كذلك فربما لا يجد من يشغّل له جهازاً معيناً كجهاز Data show مثلاً في الوقت المناسب لاستخدامها، ربما لانشغال الشخص الآخر في عمله أو لغيابه، أو لخلافِه معه أو لأي سبب آخر مما يترتب عليه تعطيل العمل، بالإضافة إلى أن طلابه ربما لا تُقدّرنه التقدير الكافي بسبب اعتماده على الآخرين في تشغيل الأجهزة، ولكن بتوافر هذا الشرط فإن المعلم يشعر باطمئنان في استخدام الوسيلة في الوقت المناسب وبالطريقة التي يتلاءم معه، وكذلك يزيد من تقدير طلابه له . ـ أن يكون المعلم على دراية بصيانة وسائل الاتصال التعليمية: لا يكفي أن يكون المعلم على دراية بتشغيل الوسيلة التي يريد استخدامها، وإنما يجب عليها كذلك أن يكون على دراية بصيانة الأجهزة ووسائط الاتصال التعليمية خاصة الحساس منها وذلك لكي يدوم استعمالها، ويستمر لفترات طويلة. أما في حالة جهل أو عدم دراية المعلم بصيانة هذه الوسائل، فإن ذلك سوف يؤدي إلى قلة فاعلية هذه الأجهزة مما يترتب عليه استبدالها بغيرها مما يكلف نفقات كثيرة. ـ أن يكون المعلم على دراية بمصادر الحصول على وسائل الاتصال التعليمية وعلى أنواع الوسائل المختلفة وفوائدها التربوية . فإذا تحقق كل ذلك فسوف يكون المعلم على علم كامل بزمن الحصول على الوسيلة، ومكان الحصول عليها، وأنواعها المختلفة، والفوائد التربوية التي تتحقق من استعمالها، مما يترتب عليه زيادة الفاعلية من استخدامها والانتفاع بها، واختيار المناسب منها، طبقاً لطبيعة كل درس. أما إذا لم يتحقق هذا الشرط بسبب جهل المعلم بكيفية الحصول على الوسائل أو معرفة أنواعها أو العلم بفوائدها التربوية فسوف تقل فاعلية التعليم ويصبح قليل أو عديم الجدوى. ـ أن يكون المعلم مُلمة بشروط العرض المناسب لكل وسيلة: فمثلاً عند استعماله لجهاز data show، ينبغي أن يكون على علم بأنه محتاج لمكان مُجهّز بالستائر السوداء وبمصدر للتيار الكهربي، وبالمسافة المناسبة التي يجلس عندها الصف الأول من المشاهدات، وغيرها من الشروط. ـ أن يكون المعلم مؤمن ومقتنع بالدور الهام الذي يمكن أن تحققه وسائل الاتصال التعليمية في التعليم : فإذا تحقق هذا الشرط فسوف يكون المعلم مُقتنعاً باستعمال وسائل الاتصال التعليمية ليس فقط لمجرد الاستعمال، وإنما عن إيمان واقتناع بدورها الفعّال في المواقف التربوية المختلفة. أما إذا استعملها تقليداً لغيره، أو خوفاً من قرارات المشرف التربوي ( الموجة / المنسق)، أو لمجرد تضييع الوقت، أو لراحته الشخصية وليس عن اقتناع بأهميتها فسوف يؤثر ذلك على النتائج المرجوة من استخدامها. ثانياً : الشروط التي ينبغي أن تتوافر عند اختيار وسائط الاتصال التعليمية: على فرض أنه صار أمام المعلم أكثر من وسيلة تحقق الغرض، فعلى أي أساس يختار بينها؟ يجدر بالمعلم أن يسأل نفسه : ـ لماذا تستخدم هذا الفيلم بالذات؟ أو هذه الاسطوانة المدمجة؟ أو تلك الشفافيات؟ وأيها يحقق غرضه بكيفية أفضل؟ ـ وهل الوقت الذي تستغرقه هذه الوسيلة أو تلك يتناسب مع ما ستحققه من فوائد؟ ـ وهل يمكن أن تغني المناقشة والقراءة عن هذه الوسيلة أو تلك؟ ـ وهل تجدي مع الطلاب؟ ـ وهل المادة التعليمية التي تقدمها الوسيلة موثوق بها؟ وتساعد على تحقيق أهداف الدرس ومتصلة بموضوعه؟ ـ وهل المادة التعليمية المتضمنة في المواد التعليمية تناسب مستوى إدراك الطلاب وأعمارهم؟ وتناسب قدراتهم؟ وهل تثير الوسيلة في الطلاب أسئلة جديدة ومزيد من حب الاستطلاع، ومزيد من الاستمتاع، وتطرح مشكلات ورغبة في إجراء التجارب وممارسة أوجه نشاط إبتكارية وتطبيقات جديدة؟ ـ وهل يسهل استخدام الوسيلة؟ أم أن في استخدامها أخطاراً؟ وهل ثمنها مناسب؟ وكيف يُقارن ثمنها بأثمان الوسائل الأخرى؟ كل هذه التساؤلات وغيرها يتمكن المعلم من الإجابة عنها بمعرفتها للشروط التي ينبغي توافرها عند اختيار الوسائل التعليمية ويمكن إجمالها فيما يلي: ـ أن تكون الوسيلة ذات قيمة تربوية من حيث توفيرها للوقت والجهد والمال: فإذا لم يتحقق أي عامل من هذه العوامل كتضييعها الوقت مثلاً بدلاً من توفيره كأن تكون خارجة عن نطاق ما يُدرس، أو تحتاج إلى جهد أكبر عند استعمالها، وكأن تكون معقدة التركيب أو تحتاج إلى مال كثير لشرائها فيحسن بالمعلم عدم الاستعانة بها، أو التعليم بدونها أو اختيار غيرها. ـ أن تكون الوسيلة مفهومة لدى الطلاب: قد يكون الوسيط التقني مفيد لمرحلة من المراحل، ولكنه لا يفيد مرحلة أخرى. فمثلاً عند دراسة الجهاز الهضمي في دروس الأحياء قد لا يكون الفيلم التعليمي الذي يحمل اسم الجهاز الهضمي مناسباً للمرحلة الإعدادية، ولكنه يتناسب مع المرحلة الثانوية، فعند عرضه بالمرحلة الإعدادية فسوف يكون قليل أو عديم الجدوى لاحتوائه على معلومات قد يصعب على طلاب المرحلة الإعدادية استيعابها، وبذلك فسوف يكون استعمالها عديم القيمة التربوية. ـ أن تكون الوسيلة واضحة من حيث رسمها والبيانات والألوان وتناسب حجم أجزائها المختلفة: تفتقر بعض المواد التعليمية إلى الوضوح من حيث رسمها والبيانات عليها، أو ألوانها، أو تناسب حجم أجزائها المختلفة مما يؤثر تأثيراً كبيراً عند استعمالها. فمثلاً عند استعمال صورة مرسومة تقنياً للجهاز الهضمي في الإنسان ينبغي مراعاة نسب حجم وأطوال أعضاءه المختلفة كالفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الرفيعة والغليظة … الخ، كما أن رسم الجهاز ينبغي أن يكون واضحاً مع استخدام الألوان المناسبة القريبة من لونها الطبيعي بقدر الإمكان، فإذا لم تتوفر هذه الشروط فسوف يكون من الخطأ اختيارها. ـ أن يكون اختيار الوسيلة متمشياً مع مكان عرضها وظروفها: فمثلاً عند استخدام شاشة لعرض أي مادة تعليمية من خلال عرض بيانات الكمبيوتر من خلال جهاز العرض (Data Show) يجب على المعلم أن يكون متأكد من المكان المهيأ لاستخدام هذه الشاشة، وكذلك عند اختياره فيلماً تعليمياً لعرضه على الطلاب ينبغي على المعلم أن يكون متأكد من المكان الذي سيُعرض فيه من حيث إظلام المكان ووجود مصدر كهربي، وإلا قلت أو انعدمت فائدة اختيار هذا الفيلم لعرضه. ـ أن يكون اختيار الوسيلة متمشياً مع أهداف الدرس: ينفرد كل درس بأهداف خاصة تميزه عن غيره، وبذلك فربما يكون الأفضل لدرس من الدروس اختيار نموذج معين بدلاً من عرض فيلم، أو القيام برحلة تعليمية لمكان معين بدلاً من سماع شريط مُسجّل، أو التفاعل مع جهاز كمبيوتر أو جهاز فيديو تفاعلي، وهكذا … ولذا يجب أن يكون اختيار الوسيلة قائماً على الأهداف التي يضعها المعلم عند تدريسه لموضوع معين. * ثالثاً : القواعد العامة التي ينبغي مراعاتها عند استخدام الاتصال التعليمية: 1 ـ تحديد الغرض من استعمال الوسيلة: لا يعتبر مجرد استخدام وسيلة تعليمية أو أكثر في الدرس ضماناً لاستفادة واستمتاع الطلاب: فرُبّ معلم يدخل فصل لتدريس موضوع عن الجهاز التنفسي في الإنسان، وكان معه فيلم عن الجهاز التنفسي في الإنسان، وعند بدء عرضه في الصف، سرعان ما تساءلت الطلاب: "ما مناسبة عرض هذا الفيلم؟ وما الغرض منه؟ وما علاقته بمنهجنا؟ " وساد الدرس الهرج، وشعر المعلم بفشل العرض، وتساءل عن أسباب الفشل، فوجد أنه لو شوّق الطلاب إلى موضوع الدرس، وموضوع الفيلم قبل عرضه، وما ينبغي أن تركّز الطالبات عليه أثناء مشاهدتهن للفيلم، أو لو أنه عرض مشكلة تتطلب حلاً يجده الطلاب في الفيلم لكان شوق الطلاب واهتمامهم به كبيراً، ولكانت فائدته المتوقعة عظيمة. من هذا المثال يتضح أنه من الضروري تحديد الغرض أو الأغراض لطلاب قبل استخدام أي وسيلة تعليمية. وعلى ذلك فالمعلم الناجحة ينبغي أن يكون على علم بالهدف الذي ستحققه الوسيلة عند استخدامها، وعليه أن يجيب عن الأسئلة التي تدور في ذهنه قبل استخدام الوسيلة مثل سبب استخدامها، والفوائد التي تعود على الطلاب من استخدامها، وعن مدى الحاجة إليها، وعن مدى ما تساهم فيه في موقف التعليم ـ التعلم، ولا يقتصر تحديد الهدف بالنسبة للمعلم وحده ، بل يجب أن يتعداه إلى معرفة الطلاب أنفسهم بالهدف من استخدام الوسيلة، ويمكن أن تكون هذه المعرفة مباشرة أو ضمنية يحس الطلاب بأهميتها بالنسبة لهم. 2 ـ أن يقوم المعلم بتجربة الوسيلة قبل استخدامها: أراد معلم أن يشرح درس عن الحصان وغذائه، وعلاقة ذلك بأسنانه، وتأكيد أن الحصان ليس له أنياب لأنه يأكل الأعشاب، ودخل المعلم الفصل بعد أن كلف عامل بإحضار لوحة عن الحصان (لم يسبق له مشاهدتها)، وفي اللحظة المناسبة قام المعلم بعرض اللوحة، فإذا بها لحصان فعلاً، ولكنه حصان ما قبل التاريخ، إنه حصان له أنياب واضحة، فارتبك المعلم وفشل الدرس. ولذلك ينبغي أن يقوم المعلم بتجربة الوسيلة التي اختارها وذلك قبل عرضها على الطلاب لعدة أسباب منها: (أ) الحكم على الوسيلة قبل الاستعمال. (ب) التأكد من دقة المعلومات المتضمنة في الوسيلة قبل العرض. (ج) التأكد من صلاحية الوسيلة للاستعمال. 3 ـ أن تتوافر الاستعدادات والإمكانات لاستخدام الوسيلة: هناك بعض الوسائل تحتاج إلى استعدادات وإمكانات خاصة عند استخدامها، ولذلك يلزم توفير كل الاستعدادات، فمثلاً عند رغبة المعلم في عرض فيلم سينمائي فعليه أن يتأكد من إظلام مكان العرض، وأن يتأكد من سلامة الجهاز للعرض، وكذلك مدى ملاءمة التيار الكهربي في مكان العرض … الخ. وعند الرغبة في القيام برحلة علمية عليه أن يتأكد من إخطار الجهات التي سيزورها الطلاب، وكذلك موافقة المدرسة وأولياء الأمور وحجز المواصلات وحجز الفندق … الخ. 4 ـ أن تُستخدم الوسيلة في الموعد المناسب: يجب على المعلم أن يستخدم الوسيلة في الموعد المناسب للاستخدام، أي في الوقت الذي يراه مناسباً لتقبُّل الطلاب لها، واستعدادهم وتهيئتهم الذهني لها، وذلك لكي يكون استخدامه طبيعياً وليس مُفتعلاً، ولكي يتلاءم استخدامه مع باقي خطوات الدرس، وبذلك يتحقق الهدف من استعماله . ويُفضل في معظم الأحيان ألاّ يظهِر المعلم الوسيلة أو الوسائل التي سيستخدمه في درسه في الفصل إلا في الموعد المناسب، حيث يجب إخفاء هذه الوسيلة أو هذه الوسائل وعدم إظهارها إلا في الوقت المناسب، وبذلك يكون استخدام الوسيلة وظيفياً، لا لمجرد اللهو والزخرفة. 5 ـ أن تُستخدم الوسيلة في المكان المناسب: يجب أن يختار المعلم المكان المناسب لعرض الوسيلة، وهو المكان الذي يسمح بتسلسل الأفكار وحُسن تتبُّع الدرس واستفادة الطلاب. وقد يكون هذا المكان هو الفصل المدرسي، أو المعمل، أو فناء المدرسة، أو مسرحها، أو المكان الذي يقصده الطلاب في رحلة تعليمية … الخ. وتتدخل عوامل كثيرة في تحديد المكان منها: (أ) عدد الطلاب الذين ستُعرض الوسيلة عليهم. (ب) إمكانيات المكان نفسه. (ج) نوع الوسيلة المُزمع استخدامها. وغير ذلك من العوامل. 6 ـ أن يقوم كل من المعلم والطالب بدور إيجابي فعّال أثناء استخدام الوسيلة: من الضروري أن يقوم كل من المعلم والطالب بدور فعّال ونشط أثناء استخدام الوسيلة، ولتحقيق ذلك ينبغي أن يتيح المعلم لطلاب فرص التعبير عن نفوسهم واستجلاء الغامض عنهم والربط بين الخبرات التي يمرون بها. فمثلاً عند عرض فيلم تعليمي متحرك يجب على المعلم أن يتكلم عن الفيلم في صورة مقدمة صغيرة وعليها كذلك إذا لزم الأمر أن تعلق على أجزاء منه أثناء العرض، وإذا كان الفيلم يتضمن مصطلحات جديدة قد تعوق تسلسل أفكار الطالب ، فعلى المعلم أن يذلل هذه العقبة أولاً بأول بأن يتثبّت من أن الطالب يفهم المقصود بهذه المصطلحات، ثم عليها تقويم الفيلم بعد عرضه، أما الطالب فعليه تسجيل ملاحظاته على الفيلم وحسن متابعته له، وسؤاله المعلم عما يرد السؤال عنه … الخ. 7 ـ أن يقوم المعلم بتقويم الطلاب لما حققته الوسيلة من أهداف: لا ينتهي استخدام الوسيلة بانتهاء عرضها: إنما يلزم التثبُّت من استفادة الطلاب منها، وفهمهم محتوياتها بدقة، وربطها لما في الوسيلة من مادة بما سبق عرضه في الدرس من خبرات، وحُسن الاستنتاج واستقامة التفكير، أي أنه يلزم تقويم الطلاب، أي التأكد من أنهمـ بمشاهدتهم أو سماعهم للوسيلة، أو تعاملهم معها ـ قد حققوا الأغراض من استخدام الوسيلة، سواء كان هذا الغرض إشعارهم بمشكلة، أو مقارنة عمليتين، أو تعلم مهارة .. أو غير هذا من الأغراض. |
Mohammed Deyab Khattab
|